كيف أنجح في حياتي



افضل النصائح الغير اعتيادية للنجاح في االحياة







لا يلجأ هذا المقال لاستخدام سخافات خطاب “آمن بنفسك،
يا عزيزي، ولا تستسلم أبداً” الذي تعجّ به كتب مساعدة الذات. إنما سنستعرض فيه بعض المعلومات التي قد تُشكّل تحدياً لكم، وبعضها الآخر قد يُثير أعصابكم.
ولكن عزاؤنا لكم أنها نصائحُ تأتي بنتائج إيجابية، وهذا هو بيت القصيد.
ما الذي يميّز أولئك الذين يحققون نتائج إيجابية عن أولئكَ الذين يرغبون بنفس النتائج ولكن لا يحصّلونها أبداً؟
كيف لِبعض الناس أن يخففوا أوزانهم دون جهدٍ كبير، أو أن يصبحوا أقوى، أو يحافظوا على جسم رشيق صحي دون مصاعب تعترضهم؟ وكيف يتمكّن البعض من تغيير نمط حياتهم بينما يرزح البعض الآخر تحت وطأة الرهبة من التغيير الجذري؟
بدءاً بنصائح بشأن تغيير مظهركم إلى نصائح تتعلق بتجديد حياتكم، إليكم بعض الملاحظات التي استقيتها من خبراتي الخاصة ومن تحليلي لحياة أشخاص ناجحين.
ويمكن تطبيق هذه النصائح على كل شيء تقريباً: بناء جسمٍ رشيق صحي، تحسين العلاقات، اكتساب مهارات جديدة، وسداد الديون.
دعونا نتّفق أن النجاح يترك آثاراً خلفه وفيما يلي نستعرض بعضها.



1- أدِّ ما عليك من أعمال، ولو لم تكن شغوفاً بها.



إذا كان مِن عامل جوهري يميّز أولئك الذين يحققون النتائج عن غيرهم فهو هذا العامل، لذا تنبّه.
ما مِن شكّ في فعالية الثبات والاستمرارية، بل لا يمكن الادّعاء بشأنهما. صحيح أن القيام بنفس الشيء مرة تلو الأخرى ليس ممتعاً، ولكن ذلك -يا رفاق- يؤدي الغرض!
لن تكون دائماً ملتهبَ الحماسة والدافعيّة للقيام بما عليك القيام به، ولكن ذلك لا يثني الناجحين عن القيام بالعمل على أي حال، وخصوصاً عندما لا تتملّكهم الرغبة الكافية للعمل.
فالناجحون لا يعتمدون على الدافع المعنوي فقط، إذ قد يخبو من حين لآخر، ولكن يعتمدون على الانضباط والالتزام.

وينطبق هذا الأمر على أي شيء: تغيير مظهرك (والقيام بالتمرين رغم عدم رغبتك بذلك)، سداد الديون (باختيارك ألا تشتري جهاز المحمول الذكي قبل أن تسدّد مستحقات الهاتف السابق، أو الطبخ في البيت بدلاً من الأكل في المطاعم)، الحصول على تلك الدرجة العلمية (بجرّ نفسك من سريرك الوثير لتذهب إلى الجامعة)، وأي هدف تبتغي تحقيقه. بصراحة، لن تكون متحفِّزاً دائماً للعمل المطلوب منك، إلا أنّ هذه النقطة هي اللحظة الحرجة التي ينبغي عليك فيها القيام به.
هل وصلت الآن للحظة ترغب فيها باستراحة تظنّ نفسك استحقّيتها؟
تهانينا الحارّة! فهذه اللحظة إنما هي واحدة من آلاف المرات التي ستشعر فيها -مُخطِئاً- بذلك.
والآن، دع عنك الكسل وانطلق لعمل ما عليك عمله.

2- تتأتّى النتائج المرجوة من الجهود الحثيثة، وليس من إضاعة الوقت بالتفكير في “أفضل” الحلول أو الصرعة المذهلة القادمة.


يقضي كثير من الناس في عالم اللياقة أوقاتهم باحثين عن الكتب المطبوعة حديثاً، أو استراتيجيات الحمية الغذائية، أو عن ذلك البرنامج السحري الذي سيحلّ جميع مشاكلهم أو سيمنحهم الدافع المعنوي اللازم. ويُغرِقون أنفسهم في دوّامة طويلة من الأسئلة، والبحث، وقراءة الأخبار ذات الصِلة، ومجرّد الكلام عن أهدافهم.


وبسبب جميع ما ذُكر من “عمل” يقومون به، فهم يتوهّمون أنهم يُحرِزون تقدماً ملحوظاً، بينما هم فِعلاً يماطلون فحسب. وهذا مثالٌ صارخ على عدم التفريق بين أفعال المماطلة والتقدّم. في المقابل يعلم أولئك الذين يُحرزون النتائج الإيجابية أنه من الأفضل تطبيق الشيء مباشرةً بدلاً من الجلوس والبحث عن الحلّ الممكن. إذاً هم منهمكون في الفِعل بدلاً من التساؤل، وفي التطبيق بدلاً من النظرية.
ركّز اهتمامك على تقدّمك اليومي بدلاً من خطتك المعقّدة، فالتقدّم يقودك لأهدافك.
النقطة الأساسية: هل ترغب بتحسين مظهرك الخارجي؟ اتّبع برنامج تدريب لثلاثة أيام في الأسبوع، طوّر أداءك، وطبّق بعض التعليمات المتعلقة بنظام التغذية. واصِل هذا البرنامج لعدّة أشهر وحتّى سنوات، وستحصد نتائج مميزة، بدلاً من تضييع وقتك في البحث عن “أفضل” البرامج.

3- التحسينات المتدرّجة -رغم صغرها- أفضل من التغييرات الجذرية.



تتحقّق النتائج الإيجابية على دفعات متزايدة. والشخص الناجح هو من يدرك أنه من الأفضل أن يعمل بجدٍّ لتحقيق نسبة يومية من التقدّم ولو كانت 1%، من أن يسعى لتغيير كل شيء أو فِعل كل شيء دفعةً واحدة. وضع في حسبانك أن الصبرَ مراوغ، فحاول أن تقبض عليه وتستمسك به. ومن خلال الصبر ستستمرّ في مزاولة نسبة التقدّم ذات الـ1% تلك، والتي قد لا تبدو لك كافيةً في وقتها. ولكن يوماً ما ستظهر لك نتيجةُ جهودك تلك واضحةُ المعالم. وهذا هو ما يميّز الجهود المتواصلة، والتي لا تحدث إلا إذا كنتَ ملتزماً وصبوراً

ولا تكمن أهمية الأمر بالقيام بكل شيء بشكل مناسب، بل بالقيام بالأشياء المناسبة -مهما صغُرت- على الدوام.

4- لا تختلق الأعذار.


وهنا نتكلّم عن الأشخاص الذين لا يعدمون وسيلةً للاعتناء بأنفسهم، دائماً. فلو عانوا من إصابةٍ ما، يجدون طرقاً أخرى للتمرين. ولو لم يكن لديهم الكثير من الوقت لتمرّنوا قليلاً وانصرفوا. وإذا لم يتمكنوا من الذهاب لنادي التدريب، فهم يقومون بالجري في منطقتهم، أو يقومون بتمارين الأثقال في بيوتهم. ولو لم يحصلوا على أجسام رائعة بالوراثة، فهم يبذلون قصارى جهدهم عند الضرورة لتحقيق أهدافهم.

والناجحون يعلمون علم اليقين بأنه ما من شيء يقوم مقامَ العمل الجادّ المستمر والبارع، وبأن وجود العقبات هو شيء حتميّ، ولذا فالتكيّف مطلوب واختلاق الأعذار مرفوض.


5- اتّخذ قراراتٍ، وخصوصاً الجريء منها.

أن تتحكمَ بحياتك يعني أن تتخذَ قراراتٍ -وخصوصاً الحاسم منها. في عالم الصحة واللياقة البدنية، كان لدي زبائن اختاروا أن ينقطعوا عن أقرب أصدقائهم لأنهم لم يعودوا مُجْدين في نمط الحياة التي اختاروها لأنفسهم. فأولئك الأصدقاء اعتادوا الخروج للشرب عدة مرات في الأسبوع، وهذا ما لم يعد ينسجم مع نمط الحياة الذي اختاره زبائني الذين أرادوا التركيز على تحقيق أهدافهم. لذا غيّر هؤلاء نمط حياتهم بأكمله، ووجدوا أصدقاء جدد، وتحمّلوا التغيير الصعب في مراحله الأولى. ولكن بعد أن أقرّوا هذه التغييرات الجوهرية في نمط حياتهم، حصدوا منافع ذلك التغيير لاحقاً.
نعم، الاضطرار لاتخاذ قرارات حاسمة ليس أمراً هيِّناً، لكن لا بُدّ منه. وهذا ما يدركه جميع الأشخاص الناجحين. فهم يدرسون الوضعَ ونتائجه المُحتملَة، ويُبقون ذواتَهم خارج المعادلة، ثمّ يتّخذون القرار النهائي ويضعونه حيّز التنفيذ.
هما طريقان: إما أن تحيا حياتك بنشاطٍ وحيوية، أو أن تدعَ الآخرين يرسمون لك كيف تحياها.
وواحد فقط من هذين الطريقين سيوصلك لأهدافك.

6- اعلم أن النموّ ممكن التحقيق.



تشرح الكاتبة “كارول دويك Carol Dweck ” عقليّة النموّ في كتابها الرائع “العقلية: سيكولوجية النجاح الجديدة”. فالناجحون لا يُخضِعون حياتَهم لموروثهم الجيني، مستوى ذكائهم الحالي، ولا حتى نقائصهم الشخصية. ومَن يمتلك “عقلية النمو” يعلمون أن التحسّن ممكنٌ تحقيقه بالجهود الحثيثة. ومن يرغب بتعلّم مهارةٍ جديدة يخصص لها العمل الضروري. وعلى سبيل المثال، فالأشخاص الذين لديهم قابلية زيادة الوزن في جيناتهم يعرفون ذلك حقّ المعرفة، لأنهم يستدعون التصميم اللازم للقيام بالتمارين.

7- عوِّد نفسك على الرفض -عند الضرورة- من وقت لآخر.

من السهولة بمكان أن يقبلَ أحدُنا كلَّ طلب يتلقّاه أو فرصة تقدّم نفسها. فجميعنا نرغب بمساعدة الآخرين، وبألا نجازف بإضاعة الفُرص. ولكن الناجحين في أي مجال يعلمون أن قولهم “لا” أحياناً ليس مهماً فحسب، بل عامِل حاسمٌ في تقريبهم من تحقيق أهدافهم أو دفعها بعيداً.
وواقع الحال أنك في كلّ مرة تقول “نعم” لشيءٍ ما، فأنت ضمنياً تقول “لا” لشيء آخر.
فلو قلت “نعم” لخروجك للشرب بعد العمل، فأنت بذلك تقول “لا” للذهاب للتمرين المخطط له. وعند قولك “نعم” لحضور اجتماع طوعيّ في العمل، فهذه تعني “لا” للعمل الذي يأتي بنتائج. لا يمكنك قبول كل شيء. وأحياناً يجب عليك قول “لا” لأشياءَ، لتتمكن من قول “نعم” للأشياء التي ستقودك لتحقيق أهدافك.

8- وتعلّم قيمةَ خوض غمار التجربة بنفسك.

على سبيل المثال، إذا لم تجرّب بنفسك فلن تعرف فيما إذا كانت تمارين الجزء العلوي/السفلي من الجسم أفضل لك بتدرّبك ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعياً.
فالناجحون لا ينتظرون حتى يأتيَ أحدٌ ما ليشرحَ لهم كل شيء: فهم يخوضون غمار العمل بأنفسهم ويكتشفون النتائج المترتبة عليه. “هل سينجح هذا الأمر؟ ليس لدي أدنى فكرة، لهذا سأجرّبه لِأكتشف.”

9- ترجح كفّة الغاية على كفّة الشغف.



إن الشغف ذو صلةٍ بالافتتان، فهو مدهش جداً، وله يخفق قلبك تشوُّفاً، وبقوّته تنتشي كأنما لن يقدر عليك أحد.
لا بأس، فالشغف ضروري جداً في بداية تجربة جديدة أو في اتخاذ خطوة حاسمة للأمام، ولكن الإصرار على الغاية هو ما سيدفعك قُدُماً عندما تخبو نار الشغف.
باختصار، الشغف هو مجرّد شعور، والغاية رسالة.

10- قُم بما يتوجب عليك فعله، ولو كان مقيتاً.




دعوني أخبركم شيئاً عن التجربة الشخصية لزوجتي التي اضطرّت للعمل طوال الوقت، بعد أوقات الدوام، وأثناء العطل لكي تتمكن من دفع رسوم الجامعة. وفي النهاية، تحصلت على شهادة الدكتوراه في العلاج الفيزيائي. وطوال فترة عملها المضنية تلك، لم تتذمّر أبداً. وعند سؤالها عن السبب، أجابت بأنه لم يكن ثمة خيار آخر أمامها.
إذاً فهذه القدرة والإصرار على إنجاز الأعمال، رغم كونها سيئةً أو مرهِقةً، هي السرّ وراء تحقيق البعض للنجاح وإخفاق البعض الآخر.


11- اعمل بجِدّ لكن بذكاء.


يقوم الناجحون بما (يتوجّب) عليهم القيام به، ولا يلتفتون عن أهدافهم، ولا يضيعون أوقاتهم في ما (يُمكنهم) القيام به إذا لم يكن ضرورياً.
ابذل جهدك لتصل لمرحلة البراعة التامّة في بعض المهارات الأساسية، واعتصرها حتى آخر نقطة. وقُم بدراسة النتائج المترتبة، واستوعب الاستجابة لمجهوداتك؛ ثم قُم ببعض التعديلات الطفيفة اللازمة لمتابعة تقدُّمك. ولا بُدّ من وجود غايةٍ لما تقوم به، لذا تخيّرها بحِنكة. وألزم نفسك باستمرارية التركيز على الأشياء المهمة، ولا تنجرّ للاحتمالات الجانبية.


12- تنافَس مع ذاتِك الحاليّة، ولا تقارن نفسك بالآخرين.


في عالم اللياقة البدنية، لا يُجدي نفعاً مقارنة المتمرّن جسمه بأجسام الآخرين أو أدائهم. فمظهر الآخرين ليس معياراً تتحاكم إليه. ليس ثمة خطأ في النظر للآخرين للحصول على بعض التوجيهات، ولكن أبقِ في بالك أن هذه رحلتك الخاصة، ولهذا من الطبيعي جداً أن تكون مختلفةً عن غيرها. حسناً، فهدفك في الغد هو أن تكون أفضل مما كنتَ عليه اليوم.


13- واعلم بأن الفشل هو جزءٌ أصيلٌ من الرحلة، وليس صفة مميزة.


ويتصل هذا “بعقلية النمو” المذكورة في القائمة السادسة أعلاه. فالناجحون يعلمون أن الفشل هو جزءٌ حتميّ من رحلة التجارب الطويلة، وأن الدروس المستخلصة منه لها أهمية خاصة. لا داعي لمواجهة الفشل بالخوف، بل بالاحترام. بإمكانك أن تسمح للفشل بأن يقصمك ويثنيك في كل مرة عن مواجهة العقبات المحتملة، أو أن تتعلّم دروساً منه فتصبح أقوى من ذي قبل وأكثر ذكاءً ومرونةً.


14- افعل شيئاً ذا قيمةٍ بدلاً من الشكوى.


الشكوى هي الوجه الآخر للمماطلة. والعبارات التالية “لم يحن الوقت المناسب بعد” أو “سأنتظر حتى تهدأ الأمور في العمل” أو “وضع الاقتصاد مُزرٍ” جميعها شكاوٍ ستعيقك عن العمل. وعليك أن تعرف أنه دائماً ما سيكون هناك ثمة شيء يدعوك للتذمّر.
وفي المرة القادمة حين تريد أن تتذمر من شيءٍ ما، ركّز على أمره تماماً، وتصدّى لمعالجته. وبهذا تكون قد قمتَ بشيءٍ يقودك لتحقيق أهدافك.
اشتركوا كي يصلكم جديد مدونتنا